حذّر علماء من أن قرار محكمة الفلبين بمنع زراعة الأرز الذهبي المعدل وراثيًا قد يُهدد حياة عشرات الآلاف من الأطفال، وذلك في خطوة قد تُلقي بظلالها على مستقبل هذا الأمل الواعد في مكافحة نقص فيتامين أ.
قرار مثير للجدل:
أصدرت محكمة الاستئناف الفلبينية حكمًا يقضي بإلغاء الموافقة على زراعة الأرز الذهبي، وهو القرار الذي أثار جدلًا واسعًا بين العلماء والناشطين البيئيين. رحبت منظمة السلام الأخضر بهذا القرار ووصفته بـ “انتصارًا هائلًا”، بينما عبّر العديد من العلماء عن قلقهم من آثاره السلبية على الصحة العامة.
الأرز الذهبي: أمل في مكافحة نقص فيتامين أ:
تم تطوير الأرز الذهبي بهدف مكافحة نقص فيتامين أ، الذي يُشكل خطرًا كبيرًا على صحة الأطفال في العديد من الدول، حيث يتسبب في الإعاقة والوفيات. يهدف هذا الأرز المعدل وراثيًا إلى توفير مصدر غني بفيتامين أ من خلال حبوب الأرز، مما يُساهم في تحسين تغذية الأطفال وحمايتهم من الأمراض.
معارضة منظمة السلام الأخضر:
قادّت منظمة السلام الأخضر حملات ضد زراعة الأرز الذهبي، حيث عبّرت عن قلقها بشأن سلامته على البيئة والصحة. نجحت هذه الحملات، إلى جانب معارضة بعض المزارعين المحليين، في إقناع المحكمة بإلغاء الموافقة على زراعة هذا الأرز.
العلماء يردون: لا دليل على خطورة الأرز الذهبي:
أكد العديد من العلماء أن قرار منع زراعة الأرز الذهبي لا يستند إلى أي دليل علمي يُثبت خطورته. وشدّد البروفيسور متين قائم، عضو المجلس الإنساني للأرز الذهبي، على أن هذا القرار “كارثة” ويتعارض مع الأدلة العلمية، مشيرًا إلى أن الأرز الذهبي أثبت سلامته وأمانه في العديد من الدراسات.
تداعيات القرار على الصحة العامة:
من المتوقع أن تطعن الحكومة الفلبينية في هذا القرار، مع احتمالات قوية لإلغائه في المستقبل القريب. إلا أن هذه الانتكاسة قد تُؤثر بشكل كبير على زراعة الأرز الذهبي في بلدان أخرى تعاني من نقص فيتامين أ، مثل الهند وبنغلاديش.
إنقاذ الأرواح هو الهدف الأساسي:
يؤكد خبراء الأرز الذهبي أن هدف زراعته ليس الربح، بل إنقاذ حياة الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين أ. وشدّد الدكتور إنجو باتريكوس، المخترع المشارك في مشروع الأرز الذهبي، على أن نقص هذا الفيتامين يُعد أحد أكبر وأخطر المشكلات الصحية عالميًا، وأن التكلفة الاجتماعية والاقتصادية لهذا النقص هائلة.
مستقبل غامض:
يواجه الأرز الذهبي، الذي تم تطويره لمكافحة نقص فيتامين أ، تحديات كبيرة بسبب الضوابط المشددة على المحاصيل المعدلة وراثيًا. ومع هذا الحظر الجديد، قد تتعطل الجهود المبذولة لإنقاذ حياة الملايين من الأطفال الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين الحيوي.
يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيُعيد العلم انتصاره ويُثبت سلامة وفائدة الأرز الذهبي، أم ستُسيطر مخاوف النشاط البيئي على مستقبل هذا الأمل الواعد؟
