في خطوة غير مسبوقة نحو فهم عواطف البشر من قبل الآلات، أظهرت دراسة جديدة أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحليل المشاعر الإنسانية بدقة متناهية، مما يعيد تشكيل مجالات عديدة من حياتنا اليومية.
تستعرض مراجعة بحثية حديثة في دورية «CAAI Artificial Intelligence Research»، قيادة الباحث فنج ليو من جامعة شرق الصين العادية، التقدم الملحوظ في تقنيات التعرف على المشاعر، والتي تعد بتقديم حلول مبتكرة في مجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم والدعم الفني.
تتضمن هذه التقنية استخدام مجموعة من العناصر مثل تعبيرات الوجه، أنماط الصوت، ولغة الجسد، فضلاً عن الإشارات الفسيولوجية، لتحليل المشاعر بشكل لم يسبق له مثيل، كما يذكر موقع «study finds».
في هذا السياق، يؤكد ليو أن «هذه التكنولوجيا قادرة على إحداث تغييرات جوهرية في كيفية تقديم الرعاية الصحية والدعم النفسي، من خلال تحسين تجربة المستخدم وفهم المشاعر البشرية بشكل أفضل».
يتخيل ليو عالمًا يكون فيه بإمكان الهواتف الذكية التعرف على مشاعر المستخدمين، وتقديم اقتراحات فورية لتخفيف التوتر، أو حيث يقوم المعالج الافتراضي بتقديم دعم نفسي مخصص بناءً على التغيرات الطفيفة في الحالة العاطفية للمستخدم.
من بين التطورات البارزة، هناك دمج تقنيات التعلم العميق مع النظريات النفسية، مما يمكّن الذكاء الاصطناعي من تحليل التفاعل المعقد بين العواطف والسمات الشخصية.
على سبيل المثال، يمكن لنموذج OPO-FCM المذكور في الدراسة تحليل مقاطع الفيديو لرسم تعبيرات الوجه على مساحة عاطفية ثلاثية الأبعاد، مما يوفر رؤى عميقة عن الحالات العاطفية وخصائص الشخصية.
إن التطبيقات المحتملة لهذه التكنولوجيا تتسع لتشمل مجالات متعددة، حيث يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في تشخيص وعلاج الصحة العقلية من خلال توفير طرق موضوعية وشخصية.
