العاصفة الاستوائية هيلين تعطل انطلاق أول رائد فضاء روسي على متن كبسولة دراجون
أجبرت العاصفة الاستوائية “هيلين” وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” على تأجيل إطلاق مركبة كرو دراجون التي كانت ستنقل أول رائد فضاء روسي إلى محطة الفضاء الدولية.
كان من المقرر أن يتم الإطلاق في 26 سبتمبر 2024، إلا أن اقتراب العاصفة من ساحل فلوريدا خلق ظروفًا جوية غير مواتية، مما دفع ناسا إلى تأجيل موعد الإطلاق إلى 28 سبتمبر لضمان سلامة المهمة.
وفقًا لبيان ناسا، فإن الإطلاق تأجل إلى الساعة 13:17 بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (20:17 بتوقيت موسكو) يوم 28 سبتمبر.
يأتي هذا القرار نتيجة التحذيرات الصادرة عن المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، الذي أكد أن العاصفة “هيلين”، المتشكلة في البحر الكاريبي، تتحرك باتجاه خليج المكسيك بسرعة تصل إلى 20 كيلومترًا في الساعة، مع رياح قوية قد تصل سرعتها إلى 20 مترًا في الثانية.
ومن المتوقع أن تصل العاصفة إلى الساحل الغربي لفلوريدا في 26 سبتمبر، ما جعل الظروف غير آمنة لإطلاق المركبة.
أهمية الاتفاقية بين ناسا و”روس كوسموس”
يأتي هذا الإطلاق ضمن إطار اتفاقية الطيران المتبادل الموقعة بين وكالة ناسا ومؤسسة “روس كوسموس”، والتي تتيح التعاون المستمر بين البلدين في مجال استكشاف الفضاء.
وتسمح هذه الاتفاقية بوجود دائم لرائد فضاء روسي وآخر أمريكي على متن محطة الفضاء الدولية، لضمان تشغيل وصيانة القطاعين الروسي والأمريكي في المحطة.
رائد الفضاء الروسي ألكسندر غوربونوف، الذي كان من المقرر أن ينطلق على متن “كرو دراغون”، يمثل جزءًا أساسيًا من هذا التعاون.
الاتفاقية الموقعة بين الجانبين ليست فقط لضمان تبادل الخبرات، بل أيضًا لتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي بين روسيا والولايات المتحدة في مجال الفضاء.
وتجري حاليًا مباحثات بين الجانبين حول تمديد سريان هذه الاتفاقية نظرًا لأهميتها في الحفاظ على استمرارية العمل على متن المحطة الفضائية الدولية.
تحديات الطقس وتأثيرها على خطط الفضاء
تسلط هذه الأحداث الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه وكالات الفضاء عند التعامل مع الظروف الجوية غير المتوقعة. العواصف الاستوائية، مثل “هيلين”، تمثل تهديدًا حقيقيًا لسلامة المركبات الفضائية ورواد الفضاء، ما يستوجب اتخاذ إجراءات احترازية صارمة، مثل تأجيل عمليات الإطلاق. ففي حالات كهذه،
تكون السلامة الأولوية القصوى لضمان نجاح المهمة وعدم المخاطرة بحياة رواد الفضاء أو المركبة.
تأجيل إطلاق “كرو دراغون” يعد خطوة احترازية حكيمة من قبل ناسا، إذ تؤثر العواصف القوية على حركة الإطلاق والصواريخ، وقد تؤدي إلى تعقيد الأمور التقنية إذا ما تم الإطلاق في مثل هذه الظروف الصعبة.
مستقبل التعاون الفضائي
في ضوء التأجيل الأخير، لا يزال التعاون بين ناسا و”روس كوسموس” يشكل جزءًا محوريًا في برنامج الفضاء الدولي. ففي حين تستمر التحديات، سواء كانت طبيعية أو سياسية،
ويبقى استكشاف الفضاء أحد المجالات التي تجمع بين القوى الكبرى في العالم. ومع استمرار المباحثات لتمديد الاتفاقية بين الجانبين، يُتوقع أن يظل التعاون الفضائي بين روسيا والولايات المتحدة مستمرًا في إطار محطة الفضاء الدولية وغيرها من المشاريع المستقبلية.
تأجيل هذه المهمة يعكس الحاجة إلى التحلي بالمرونة والجاهزية في مواجهة التحديات التي يفرضها الطقس والظروف الخارجية، ويؤكد أهمية التعاون الدولي في مجال الفضاء لضمان نجاح مثل هذه المهام الحاسمة.
تعليقات 0