تجنّب الهاتف عند الاستيقاظ مفتاح ليوم أكثر هدوءًا وصحة نفسية أفضل

إذا كانت أولى خطواتك بعد الاستيقاظ هي الإمساك بهاتفك، فأنت لست وحدك. فغالبية الناس يمدّون أيديهم تلقائيًا نحو الشاشة بمجرد أن يفتحوا أعينهم، سواء لتفقد الإشعارات، أو مراجعة البريد الإلكتروني، أو الغوص في مواقع التواصل الاجتماعي.
غير أن المتخصصين يؤكدون اليوم أن هذه العادة قد تكون أكثر ضررًا مما نتخيل، ويُنصح ببدء اليوم دون التعرض للشاشات لما في ذلك من فوائد جمّة على الصحة الذهنية والمزاجية.
ماذا يحدث لجسدك وعقلك عند استخدام الهاتف مباشرة بعد الاستيقاظ؟
بحسب الدكتورة نيكول بيندرز-هادي، وهي طبيبة نفسية في نيويورك، فإن تفقد الهاتف فور الاستيقاظ يزيد مستويات التوتر ويضع الدماغ في حالة من التشتت والضغط بدلاً من الانطلاق بهدوء وتنظيم. إليك أبرز التأثيرات:
- ارتفاع هرمون الكورتيزول: هذا الهرمون يكون في ذروته صباحًا بشكل طبيعي، لكن التعرض لمحتوى مرهق – كرسائل البريد العاجلة أو الأخبار السلبية – يرفع مستوياته أكثر، مما يسبب القلق والانفعال طوال اليوم.
- تحفيز نظام المكافأة في الدماغ: تصفح منصات مثل إنستغرام أو تيك توك يمنح دفعات سريعة من الدوبامين، لكنها مؤقتة، وقد تؤدي إلى انخفاض الإحساس بالرضا، وزيادة الرغبة الملحّة في الاستمرار بالتصفح، وهو ما يعطّل التركيز ويضعف الانتباه.
- فرط المعلومات: استقبال كم كبير من الأخبار أو الرسائل في لحظات الاستيقاظ الأولى يجهد الدماغ، الذي لم يستعد بعد نشاطه الكامل بعد النوم، مما يؤثر سلبًا على الأداء الذهني ويزيد من صعوبة اتخاذ القرارات.
لماذا يعد التخلّي عن الهاتف صباحًا خطوة مفيدة؟
دراسة أجرتها شركة IDC أظهرت أن 80% من مستخدمي الهواتف الذكية يتفقدون أجهزتهم خلال أول 15 دقيقة من استيقاظهم، وهو ما ارتبط بزيادة الشعور بالتعب، وتراجع الإنتاجية، وضعف الانتباه خلال اليوم.
أخبار تهمك
كما تشير دراسة نُشرت في مجلة Computers in Human Behavior إلى أن الأشخاص الذين يؤجلون استخدام هواتفهم صباحًا يشعرون بتحسّن في حالتهم المزاجية، وانخفاض في مستويات التوتر.
ويضيف الدكتور أندرو هوبرمان، أستاذ علم الأعصاب بجامعة ستانفورد، أن تأخير التفاعل الرقمي يمنح الدماغ فرصة للانتقال السلس من نمط الموجات البطيئة خلال النوم إلى نمط أكثر تركيزًا واستعدادًا لبدء اليوم، مما يحسّن المزاج والوضوح الذهني والذاكرة.
ماذا يمكنك أن تفعل بدلًا من تفقد هاتفك؟
- ابدأ يومك بهدوء ووعي: خصص أول 5 إلى 10 دقائق للتمدد، أو التنفس العميق، أو مجرد التأمل.
- اشرب الماء أولًا: بعد ساعات من النوم، يحتاج دماغك للترطيب. كوب من الماء ينشط خلايا الجسم ويبدأ عملية الأيض.
- ضع حدودًا رقمية: جرّب أن تكون أول 30 إلى 60 دقيقة من يومك خالية من الشاشات، واستغل هذا الوقت في المشي، أو القراءة، أو تناول فطور هادئ.
- استخدم منبهًا تقليديًا: الاحتفاظ بالهاتف خارج غرفة النوم قد يساعدك على مقاومة الرغبة في استخدامه مباشرة.
- تعرّض للضوء الطبيعي: افتح الستائر أو اخرج قليلًا، فالضوء الطبيعي يساعد على ضبط إيقاعك الحيوي دون الحاجة لمثيرات رقمية.
من الأكثر استفادة من هذه العادة؟
- الطلاب والمراهقون: تأخير استخدام الأجهزة يساعدهم على تحسين التركيز وتقليل الإرهاق الناتج عن المقارنات الاجتماعية.
- العاملون المحترفون: تجنّب الهاتف في الصباح يتيح لهم تخطيط يومهم بتركيز وفاعلية أكبر.
- من يعانون من مشاكل نفسية: كالقلق أو الاكتئاب، حيث إن الابتعاد عن الشاشات فور الاستيقاظ يقلل فرص التعرض لمحتوى سلبي قد يفاقم حالتهم النفسية.
تعليقات 0