23 ديسمبر 2024 09:59
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تقاوم التحلل.. اكتشاف أدمغة بشرية محفوظة من عصور ما قبل التاريخ

دماغ بشري لم يتحلل

كشفت دراسة جديدة عن اكتشاف مذهل لأكثر من 4400 دماغ بشري محفوظ يعود تاريخها إلى ما قبل 12000 عام، مما يتحدى الافتراضات السابقة حول سرعة تحلل الدماغ بعد الموت.

وقامت عالمة التوفو الجزيئية، ألكسندرا هايوارد، من جامعة أكسفورد، بقيادة فريق من العلماء في فهرسة هذه الأدمغة الأثرية من جميع أنحاء العالم، مما يوفر أرشيفًا فريدًا لفهم تاريخنا التطوري بشكل أفضل.

مقاومة الدماغ للتحلل:

تتناقض نتائج الدراسة مع الأدلة السابقة التي تشير إلى أن الدماغ البشري هو من بين الأعضاء الأولى التي تتحلل بعد الموت.

وتقول هايوارد: “في مجال الطب الشرعي، يُعرف الدماغ بأنه أحد الأعضاء الأولى التي تتحلل بعد الموت، ومع ذلك، يوضح هذا الأرشيف الضخم أن هناك ظروفًا معينة يعيش فيها”.

وتشير الدراسة إلى أن ظروفًا بيئية معينة، مثل الجفاف والتجميد، يمكن أن تلعب دورًا في الحفاظ على الدماغ، بينما تُظهر بعض الحالات وجود آلية داخلية خاصة بالجهاز العصبي المركزي تمنع تحلله.

أهمية الاكتشاف:

يُعد هذا الاكتشاف ذا أهمية كبيرة لعدة أسباب:

فهم أفضل للتاريخ التطوري: يمكن أن تساعد دراسة هذه الأدمغة القديمة في فهم كيفية تطور الجهاز العصبي البشري على مر الزمن.
إدراك أفضل للأمراض العصبية: قد توفر الأدمغة القديمة معلومات حول أصل وعوامل خطر الإصابة بالأمراض العصبية مثل الزهايمر وباركنسون.
رؤى جديدة للسلوك القديم: يمكن أن تساعد دراسة بنية الدماغ القديمة في فهم سلوك أسلافنا بشكل أفضل.
خطوة أولى نحو المزيد من البحث:

يُمثل هذا الاكتشاف خطوة أولى نحو إجراء تحقيق شامل للأدمغة القديمة.

ويقول الباحثون إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم آليات الحفاظ على هذه الأدمغة، واستخراج المزيد من المعلومات حول تاريخنا التطوري.

تحديات جديدة:

يُواجه الباحثون بعض التحديات في دراسة هذه الأدمغة القديمة، مثل:

الحصول على عينات: معظم هذه الأدمغة موجودة في مواقع أثرية، مما يجعل الحصول عليها صعبًا.
التحليل الجزيئي: تتطلب دراسة هذه الأدمغة تقنيات تحليلية متقدمة.
الأخلاقيات: يجب على الباحثين مراعاة الأخلاقيات عند دراسة هذه الأدمغة، خاصة تلك التي تم العثور عليها في مواقع دفن.
آفاق واعدة:

على الرغم من هذه التحديات، فإن اكتشاف هذه الأدمغة القديمة يفتح آفاقًا واعدة لفهم تاريخنا التطوري بشكل أفضل.

وتُعد هذه الدراسة مثالًا على كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة لفك رموز أسرار الماضي.