6 يناير 2025 02:21
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

حير العلماء 50 عامًا.. حل لغز القارة القطبية الجنوبية

لطالما كانت القارة القطبية الجنوبية موطنًا للعديد من الظواهر الغامضة، ومن بينها ثقب عملاق ظهر بشكلٍ مُفاجئ على سطح بحر “ويدل” عام 1974، بحجمٍ هائلٍ يُقارب مساحة دولة نيوزيلندا.

ظهورٌ مُتكرّر واختفاءٌ مُحيّر

لم يظهر هذا الثقب الضخم لمرة واحدة فقط، بل عاد للظهور مرة أخرى في عامي 1975 و 1976، لفترة قصيرة. ثم اختفى تمامًا، مما أثار حيرة العلماء وظنّهم أنه قد اختفى إلى الأبد. ولكن المفاجأة كانت عودته بشكلٍ أكبر في عامي 2016 و 2017، على هيئة حفرة هائلة في الجليد بحجم ولاية “ماين” الأمريكية.

رحلةٌ علميةٌ لكشفِ اللغز

أمام هذا اللغز المُحيّر، قرّر فريقٌ من الباحثين الشجعان خوض رحلة علمية لكشفِ أسراره. وبِدءًا من عام 2017، شرعوا بدراسة هذه الظاهرة الغامضة، مستخدمين مختلف الأدوات والتقنيات، بما في ذلك:

صور الأقمار الصناعية: لِرصد موقع وحجم الثقب وتغيراته بمرور الوقت.
الأدوات العائمة المستقلة: لجمع البيانات عن التيارات المائية وخصائصها في المنطقة.
النمذجة الحاسوبية: لِمحاكاة الظروف المحيطة بالثقب وفهم آلية تكوّنه.
الحلّ أخيرًا!

بعد سنواتٍ من الجهود الدؤوبة، نجح الباحثون أخيرًا في حلّ لغز “الثقب العملاق”.

العوامل المُسبّبة:

سحب الرياح: اتضح أن سحب الرياح تُساهم في سحب طبقات من الماء لِإنشاء ما يُعرف باسم دوامة “إيكمان”.
الدوامات المضطربة: تُولد هذه الدوامات عندما يتدفق تيار بحر “ويدل” حول “مود رايز”، وهي قمة جبلية بحرية ضخمة.
ارتفاع المياه المالحة: تنقل هذه الدوامات الملح إلى قمة “مود رايز”، ممّا يُؤدّي إلى ارتفاع مياه القاع الدافئة، وخاصةً المياه المالحة.
تأثير التيار الدائري:

أشار الباحثون إلى أن التيار الدائري حول بحر “ويدل” كان قويًا بشكلٍ خاص في عامي 2016 و 2017، ممّا أدّى إلى ازدياد شدّة هذه الظاهرة وظهور “الثقب العملاق” بحجمٍ هائل.

اكتشافٌ علميٌّ هامٌّ

يُعدّ حلّ لغز “الثقب العملاق” إنجازًا علميًا هامًا يُساعدنا على فهمٍ أفضل لِظواهر المحيطات القطبية الجنوبية وديناميكياتها المُعقّدة. كما يُتيح لنا هذا الاكتشاف التنبؤ بِاحتمالية ظهور مثل هذه الظواهر في المستقبل، ممّا قد يُساهم في حماية البيئة القطبية الهشّة.

تُؤكّد هذه الرحلة العلمية على أهمية المثابرة والتعاون في حلّ الألغاز العلمية المُعقّدة، ممّا يُثري فهمنا للعالم ويُساعدنا على حماية كوكبنا.